ايها الاب ..ايتها الام .... ...................

اخي الكريم ........... اختي الفاضلة

كثيرا ما نغضب بشدة من ابنائنا خاصة عندما لا يستجيبون لاوامرنا ونصائحنا بل قد يصل الامر الي الدعاء عليهم امام اعينهم ولا ننكر ان الدعاء علي الابناء من الاسباب التي توغر صدر الابناء نحو الآباء واحيانا يتعدي ذلك الي كراهية الاباء في حين ان الدعاء لهم يوطد العلاقة بين الآباء والآبناء وينعمي الحب بين الطرفين .

وكان النبي صلي الله عليه وسلم يتجنب الدعاء علي الكفار بقدر المستطاع ويدعو لهم بالهاية ليؤلف قلوبهم ففي الحديث الذي رواه البخاري عن ابي هريرة ان الطفيل بن عمرو الدوسي قدم واصحابه علي النبي صلي الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ان دوسا عصت وأبت فادع الله عليها ، فظن الناس أنه صلي الله عليه وسلم سيدعو عليهم ، لكن النبي رفع يديه الي السماء قائلا: ( اللهم اهد دوسا وآت بهم ، اللهم اهد دوسا وأت بهم ) .وروي ابو داود أنه استسقي لبعض المشركين لما طلبوا منه ذلك وكان ذلك احسانا منه اليهم ليؤلف قلوبهم ، تخيلو معي ان الرسول دعي للكفار فما بالك بابنك ؟ ان احدنا قد يتسرع في الدعاء علي ابنائه في لحظة غضب فيستجيب الله له ويندم بعد ذلك علي الرغم من ان النبي الكريم نهانا عن الدعاء علي ابنائنا وعلي انفسنا

ولنسأل انفسنا ما هي المصيبة التي قد يكون الطفل ارتكبها لكي ندعو عليه ؟ ما هي الكارثة التي حلت بالمنزل من جراء تصرفه ؟ نجد انه كسر فازة ما او ضرب اخيه او .............. الخ فما قيمة هذه الاشياء اذا اصيب الطفل بمكروه ما من جراء الدعاء عليه .

لما لا نقتدي برسولنا الكريم وندرب انفسنا من الآن علي الدعاء للابناء بالهداية بدلا من الدعاء عليهم ؟ فالدعاء له قد يصلح من حاله وهناك قصة جميلة قرأتها عن الفضيل بن عياض وابنه علي ، فقد اجتهد الفضيل في تربية ابنه اجتهادا كبيرا ولكنه كان يفشل فماذا فعل الفضيل ؟ لم يتبرأ من ابنه ، لم يطرده من المنزل ، بل قام بالدعاء لابنه ( اللهم اني اجتهدت في تربية علي فلم اقدر علي تأديبه فأدبه انت لي ) فاستجاب الله له لم ؟ لانه كان خالص النيه صادق في دعواه فاصبح علي بن الفضيل ورعا تقيا بل كان افضل من ابيه . اي ان الابن تحول من النقيض الي النقيض ؟

لماذا نبخل علي ابنائنا بمثل هذا الدعاء ؟ الا يستحقوا منا ان نحنو عليهم ؟ الا يستحقوا منا قليل من الصبر والتأني ؟